واقع اللغة العربية في الاعلام السمعي البصري الجزائري في ظل التطورات التكنولوجيّة برزت الحاجة إلى لغة تسمو فوق كل العاميات المتداولة والتي تختلف من جهة إلى أخرى فكان ظهور تلك اللغة التي تبتعد عن الكلمات المهجورة تلك التي تستلزم الالتجاء إلى القواميس والمعاجم لفهمها، وهي لغة حافظت للعربية على جمالها المتجذر في كلماتها، وفي الإيقاع الموسيقي لعباراتها. غير أنه ومع الانتشار الواسع للوسائط الرقمية والإعلام الإلكتروني في الاتصال والتواصل وبين سطوة العالم الافتراضي وقوة عالم الإعلام، تقف اللغة العربية حائرة أمام تحديات لا تنتهي، فأصبح استخدام اللغة العربيـة يعـرف عــدة اشکالات ومنزلقات لغوية. فقواعد اللغة العربية عرفت تغييرات كبرى لتصبح الأخطاء الشائعة والمتداولة في الإعلام هي المسيطرة في التواصل. ولا يخفى أثر الإذاعة والتلفزيون على اللغة، إذ أتاحت تطوراً للغة حافظ على سمات كثيرة من أساليب الكتابات الأدبية بل إنّها خاطبت الناس بلغة تخاطبهم اليومي، ولم يكن هناك تردد أو حرج في استعمال العامية فموضوع اللغة العربية بين لغة الإعلام المرئي المسموع ولغة الافتراضي، يفرض نفسه اليوم وبقوة، فإن التساؤلات التي تنطلق منها تروم فهم وتفسير التحولات التي مست اللغة العربية في ظل الانتشار الواسع للإعلام السمعي البصري خاصة الرقمي. فارتباط لغة الإعلام بتطور الحياة اليومية جعل منها لغة متجددة تتفاعل مع المستجدات لتفرض طبيعتها الجديدة على المتلقي، وعلى كيان اللغة.